خطبة الجمعة القادمة pdf , word : القيم الإنسانية في سورة الحجرات بتاريخ 6 مارس 2020
خطبة الجمعة القادمة
خطبة الجمعة القادمة pdf , word : القيم الإنسانية في سورة الحجرات ، بتاريخ 11 رجب 1441هـ ، الموافق 6 مارس 2020م.
حصرياً : تحميل خطبة الجمعة القادمة word : القيم الإنسانية في سورة الحجرات
لتحميل خطبة الجمعة القادمة pdf : القيم الإنسانية في سورة الحجرات
وتؤكد الأوقاف علي الالتزام بـ خطبة الجمعة : القيم الإنسانية في سورة الحجرات ، بتاريخ 11 من رجب لسنة 1441 هـ ، الموافق 6/3/2020 م.
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
وتؤكد وزارة الأوقاف على جميع السادة الأئمة الالتزام بنص الخطبة : القيم الإنسانية في سورة الحجرات ، بتاريخ 11 من رجب لسنة 1441 هـ ، الموافق 6 من مارس لسنة 2020 م، أو بجوهرها على أقل تقدير مع الالتزام بضابط الوقت ما بين 15 – 20 دقيقة كحد أقصى.
كما أن وزارة الأوقاف واثقة في سعة أفقهم العلمي والفكري ، وفهمهم المستنير للدين.
وتؤكد تفهم الأئمة لما تقتضيه طبيعة المرحلة من ضبط للخطاب الدعوي ، مع استبعاد أي خطيب لا يلتزم بموضوع الخطبة 6 مارس 2020.
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة كما يلي:
القيم الإنسانية في سورة الحجرات
الحمد لله رب العالمينَ ، القائلِ في كتابه الكريم : {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} ، وأَشهدُ أنْ لاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، وأََشهدُ أنَّ سيدَنا ونبيَّنا مُحَمّدًا عَبدُه وَرَسُولُهُ ، القَائِل : (إنّما بُعثتُ لأتمِّمَ صالحَ الأخلاقِ) ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ ، وعلَى آلِهِ وصحبِهِ ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ .
وبعــد :
فقد حفل القرآن الكريم بالعديد من الآيات الكريمة التي تؤسس لمكارم الأخلاق، والقيم الراقية ، بل إن هناك سورا كاملة جاءت مؤسسة لمجتمع إنساني راقٍ ، كسورة الحجرات التي أرست مجموعة من القيم والأخلاق ، منها : التبين والتثبت في الأمور كلها ، وخاصة إذا كان هذا الأمر يتعلق بشئون الناس ، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} ، فالإسلام يبني كل شيء على اليقين ، فهذا سيدنا سليمان (عليه السلام) حينما جاءه الهدهد بخبر الذين يعبدون الشمس من دون الله ، ووصفه بالنبأ اليقين ، لم يأخذ كلامه مُسَلَّمًا ، وإنما تثبت ، وتبين كما حكى القرآن ذلك على لسانه ، قال تعالى : {قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الكَاذِبِينَ} ، ويقول : (صلى الله عليه وسلم) :
(كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُحَدِّث بِكُلِّ مَا سَمِعَ) ، قالَ النَّوَوِيّ (رحمه الله) : فَإِنَّهُ يَسْمَع فِي الْعَادَة الصِّدْق وَالْكَذِب ، فَإِذَا حَدَّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ ، فَقَدْ كَذَبَ لإِخْبَارِهِ بِمَا لَمْ يَكُنْ ، ولما دخل رجل على سيدنا عمر بن عبد العزيز (رحمه الله) ، وذكر له عن رجل شيئًا ، قال له : إن شئت نظرنا في أمرك ؛ فإن كنت كاذبًا ، فأنت من أهل هذه الآية : {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا}، وإن كنت صادقًا ، فأنت من أهل هذه الآية : {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ}، وإن شئت عفونا عنك ، فقال: العفو يا أمير المؤمنين ، لا أعود إليه . فلو حرص كل منا على التثبت والتبين قبل إصدار الأحكام ، أو قبل بث ونشر كل ما يصل إليه ، لفقدت الإشاعة أثرها ، ولأحجم مروجو الإشاعات عن نشرها بين الناس .
ومنها : البعد عن الغيبة ، يقول تعالى :
{وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} ، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ، قَالَ : (أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟) ، قَالُوا : (اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ) ، قَالَ : (ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ) ، قِيلَ : أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ قَالَ : (إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ) ، وما أقدم الإنسان على الغيبة إلا لانشغاله بعيوب الناس عن عيوب نفسه ، يقول (صلى الله عليه وسلم) : (يُبْصِرُ أحَدُكُمُ الْقَذَاةَ في عَيْنِ أخِيهِ ، وَيَنْسَى الْجِذْعَ فِي عَيْنهِ) .
بل إن الإنسان مطالب بأن يرد عن عرض أخيه حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : (مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ ، رَدَّ اللهُ عَنْ وَجْهِهِ النَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) .
ومنها : اجتناب اللمز ، يقول تعالى : {وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ} ، أي ؛ لا يعب بعضكم على بعض ، ويكون اللمز : بالقول ، والهمز بالفعل ، ونهى القرآن الكريم عنهما، يقول تعالى : {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} ، وهم الذين يطعنون في الناس ، ويعيبون فيهم ، ويدعونهم بما يكرهون من الأسماء والصفات ، وهذا تحذير من همز ولمز الناس ووعد بهلاك شديد لمن يقع في هذا ، وعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ (رضي الله عنه) ، قَالَ :
(لَمَّا أُمِرْنَا بِالصَّدَقَةِ ، كُنَّا نَتَحَامَلُ ، فَجَاءَ أَبُو عَقِيلٍ بِنِصْفِ صَاعٍ ، وَجَاءَ إِنْسَانٌ بِأَكْثَرَ مِنْهُ ، فَقَالَ المُنَافِقُونَ : إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنْ صَدَقَةِ هَذَا ، وَمَا فَعَلَ هَذَا الآخَرُ إِلَّا رِئَاءً، فَنَزَلَتْ : {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ المُطَّوِّعِينَ مِنَ المُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} .
ومنها : عدم السخرية من الناس ، فالمؤمن الحق لا يسخر ، يقول تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا} ، فقد نهانا ديننا عن كل ما يؤذي الآخرين ، فمن صفات المسلم ألا يكون مؤذيا لأحد ، ولا يأتي منه إلا الخير للناس ، ونفع الإنسانية .
ولقد كان (صلى الله عليه وسلم) ينهى عن كل ما يؤذي المشاعر قولا ، أو فعلا ، أو إشارة ، فكان (صلى الله عليه وسلم) يبث في الإنسان ما يرفع شأنه وفضله في أعين الناس ، فعَنْ أُمِّ مُوسَى ، قَالَتْ: ذُكِرَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ عِنْدَ عَلِيٍّ ، فَذَكَرَ مِنْ فَضْلِهِ ، ثُمَّ قَالَ : لَقَدِ ارْتَقَى مَرَّةً شَجَرَةً ، أَرَادَ أَنْ يَجْتَنِيَ لأَصْحَابِهِ ، فَضَحِكَ أَصْحَابُهُ مِنْ دِقَّةِ سَاقِهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) : (مَا تَضْحَكُونَ؟ فَلَهُوَ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أُحُدٍ) .
أقولُ قولِي هذَا ، وأستغفرُ اللهَ لِي ولكُمْ .
* * *
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ؛ سيدنا محمد ، وآله ، وصحبه ، والتابعين.
إخوةَ الإسلام :
إن من أعظم القيم التي دعت إليها سورة الحجرات إعلاء مبدأ الأخوة والإصلاح بين الناس ، حيث يقول الحق سبحانه : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} ، فالإصلاح من أعظم القيم التي دعت إليها السورة الكريمة ، والتي يدعو إليها ديننا الحنيف الذي يؤسس لمجتمع إنساني متماسك متسامح ، ويعمل على إرساء قيمة العيش المشترك في جو من الألفة والتقارب ، بعيدا عن التنازع ، وهو علاج لكل مواطن النزاع والخلاف .
ففي إطار الأسرة يدعونا القرآن الكريم إذا ما وقع خلاف بين الزوجين ، ولم يتمكنا من معالجته إلى إرسال من يتوسم فيه الصلاح من أهلهما للإصلاح بينهما ، يقول تعالى : {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا} .
وتمتد هذه الروح الإصلاحية إلى المجتمع ليكون متصالحًا ، حيثُ يقول الحق سبحانه : {لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} .
وقد بين النبي (صلى الله عليه وسلم) جزاء الإصلاح ، وأثر فساد ذات البين في قوله (صلى الله عليه وسلم) : (ألاَ أخْبرُكُمْ بأفْضَلِ دَرَجَةٍ مِنَ الصَّلاَةِ وَالصَّدَقَةِ؟) ، قَالُواْ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : (إصْلاَحُ ذاتِ الْبَيْنِ ، وَفَسَادُ ذاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ ، فَلاَ أقُولُ تَحْلِقُ الشَّعْرَ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّيْنَ) .
فالمؤمن الحقيقي يجعل من الإصلاح منهج حياة ، فحيث نجده نجد الخير ، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) :
(إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ) .
اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق، إنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت ، واصرف عنا سيئها ،
إنه لا يصرف عنا سيئها إلا أنت ، واحفظ مصرنا ، وسائر بلاد العالمين
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف